متحف أبو راشد .. مجسمات تعكس حياة الطويين

10852971

يعتبر الإماراتي سعيد خميس اليماحي أحد أبناء منطقة الطويين التابعة لإمارة الفجيرة من المسكونين بحب التراث، لذلك يحرص على العيش في ظل مفرداته، إذ تجد أدوات الماضي حاضرة وبقوة في منزله وهي أساسية لا يمكنه الاستغناء عنها، وإن كان بعضها تحول لمجرد زينة وعرض في متحف صغير أسسه في منزله.

وأثرت البيئة المحيطة لمنطقة الطويين التي تعد واحدة من أكثر مناطق الفجيرة كثافة بالسكان وتشتهر بالوديان والجبال الشاهقة ذات الألوان الخلابة، ونتيجة لتنوع مناخها وطبيعتها تولد لدى أبوراشد وزوجته فكرة إنشاء متحف تراثي في منطقة الطويين.


وتشهد المجسمات التي تضمنها المتحف على الإرث التاريخي للمنطقة، والذي يسعى من خلال متحفه إلى إيصاله إلى الأجيال الناشئة لكي يتعرفوا إلى ماضيهم المجيد، حيث يسلط الضوء على تفاصيل الحياة القاسية التي عاشها الأجداد عبر المجسمات التي يضمها المتحف.


وخصص أبو راشد وقته لعرض التراث بطريقة حديثة للأجيال الجديدة، إذ خصص صناديق زجاجية تتضمن صوراً من الماضي، كصورة جز الرجال للقمح، والمنازل الشتوية القديمة، والرزيف، ومطبخ الماضي، والمطوع حين يختن الأولاد، والأم تحضر طعام الوليمة لتلك المناسبة.


كذلك جسدت مقتنيات المتحف تاريخ وتراث المنطقة عبر مجسمات لأشخاص يرتدون الزي التراثي أو تصميم المنازل القديمة كالكرين وخيمة العسبق، إلى جانب التطرق للتفاصيل الداخلية للمنزل مثل تصميم مجسمات للمطبخ والأواني التي تحتويه الفخارية والنحاسية في تلك الفترة، إضافة إلى تخصيص ركن للأزياء الشعبية التي يعود تاريخها إلى مئات السنين.


كما يعرض المتحف العديد من الأدوات التي استخدمها الأجداد في الإنارة، والعديد من الأطباق المصنوعة من القش وجريد وسعف النخيل التي تحمل زخارف جميلة مصنوعة بإتقان كبير، إضافة إلى العملات الأثرية والفخاريات بأشكالها المتنوعة.

ويتضمن المتحف تماثيل صغيرة لفتيات على أرجوحتهن وهن بملابس العيد، وولد مشمر عن ساعديه يجلب الماء من البئر، ورجل عجوز يستقبل الزوار أمام باب العريش، وتماثيل توضح بساطة الحياة قبل 50 عاماً، وفي العريش طفل وضع بـ «المهدة» وهي منزل متنقل يوضع فيه الرضيع لتنقله فيه والدته إذا خرجت.(موقع الطويين : الرؤية)